حملة قناة «الناس» المحمومة الهستيرية البذيئة ضد د. سعد الهلالى، أستاذ الفقه المقارن، هى محاولة اغتيال معنوى منظم لهذا الرجل المحترم الذى كانت كل جريمته هى دعوتنا كمسلمين إلى التفكير واستخدام هذه الأداة المنسية، التى علاها الصدأ فى مصر والتى اسمها العقل. العقل الذى للأسف ضمر عند من سلموا أمخاخهم تسليم مفتاح لتجار الدين ودعاة الجهل والتجهيل حتى صار كالزائدة الدودية أو نفايات الجسم!!.

آخر من انطلقت ألسنتهم البذيئة ضد د. سعد من هذه القناة داعية لا يصل علمه الفقهى إلى نقطة فى بحر علم هذا العالم الجليل، أخذ يكيل السباب ويسخر بفحش القول، ومن قبله طابور من دعاة هذه القناة، الذين جندوا أنفسهم لتغييب العقل المصرى ونشر الفكر الوهابى، وجرنا إلى كهوف القرون الوسطى. والسؤال: لماذا جندت هذه القناة زبانية الشر للهجوم على رجل لم يسب أو يشتم واحداً منهم فى أى من برامجه ولو حتى بزلة لسان؟!!.

الإجابة ببساطة هى أن د. سعد الهلالى سيضيع بيزنس مثل هؤلاء الدعاة وسيفضح تجارة مثل تلك القنوات، فعندما يدعو د. سعد -وهو لا يدعى أنه يفتى – إلى إعمال العقل وعرض كل الآراء والاجتهادات الفقهية وعدم إخفاء رأى لصالح رأى آخر، لأن إخفاء رأى أو السكوت عنه نوع من التدليس والكذب، هنا سيختفى دور هذا الداعية السباب الشتام، الذى ينومنا مغناطيسياً فنذهب إليه نحن المشلولين فكرياً والمعوقين عقلياً لكى يفتينا فى كل شاردة وواردة، بداية من طريقة النوم حتى دخول الحمام، وبالطبع يستمر الداعية فى العيش والنجومية بقدر شللنا واحتياجنا الدائم له، ونظل يوماً بعد يوم داخلين إلى محرابه واضعين عقولنا بجانب أحذيتنا على بابه!.

جاء هذا الرجل، أستاذ الفقه المقارن، بعلمه الغزير وثقته فى نفسه وفى إيمانه وفى عقله وفى نقاء غرضه وصفاء هدفه، وهو إنقاذ المصريين المسلمين من حالة الكسل العقلى والشخير الفكرى والشلل الإبداعى، تحويلهم من الانقياد إلى النقد، تحويلهم من مقموعين إلى مبدعين، شرخ جدار التواطؤ والبيزنس والتغييب والقهر الذى خلقه هؤلاء الدعاة، شرخه واقتحمه بكل جرأة، فانفرط عقدهم وارتبكوا، فهم لا يستطيعون مجاراته فقهياً فهو مفحم وأستاذ، بل هو أقدم أستاذ فقه مقارن الآن فى الأزهر، وأيضاً هم لا يستطيعون الذم فى أخلاقه، ومن هنا كان الخوف من هذا القادم إليهم من نفس الأرضية الدينية، فهو أزهرى حتى النخاع، متمكن من علمه، قادر على تبسيط المعلومة، إذن هو خطر على السبوبة التى هو متعفف عنها، وسيحرمهم من قصعة الفتة التى تجلب لهم الريالات والدينارات، ويفضح جهلهم المزمن ويعريهم أمام جمهورهم، فقررت عصابة الشر ذبح هذا الرجل الوديع واغتياله معنوياً حيث إنه «يا روح ما بعدك روح» وعض قلبى ولا تعض رغيفى السعودى الوهابى القطرى الكويتى!!، ولكن الله سيحميه وسيحميه علمه، وسيحميه محبوه، وسيحميه هذا الوطن الذى لن يباع أبداً فى سوق النخاسة الوهابية البدوية. المرض المصرى بفيروس الوهابية مرض عارض لن يتحول إلى سرطان، هو مجرد قشرة لن ينفذ إلى نواة العقل والوجدان بفضل أمثال هذا الرجل راسخ العلم، رحب الصدر، عميق الفكر، واضح المنطق، الذى اسمه سعد الدين الهلالى.